كتاب "من نافذتي" - لينا بو بركة كلمة الأستاذ سلطان ناصرالدي في حفل اصدار كتاب من نافذتي "النّافذة" من الفعل "نَفَذَ". و"نَفَذَ" فعل يحمل معنى القوّة والمَضاء والسَّرَيان والبلوغ والتّأثير تأثيرًا عَميقًا. و"لينا" آمَنَتْ بأنَّ الإنسانَ القويَّ يكونُ أَقْرَبَ إِلى إنسانيّته, أو منصهرًا فيها. والقوّة لها مظاهر عديدة: البسمة قوّة, الصّوت الجميل قوّة, التّربيتة على كتف الولد قوّة, مَسْح رأس اليتيم قوّة... وأفضل القوى الكلمة النّابعة من الوجدان. "لينا" آمَنَتْ بأنَّ الكلمة المنطلقة من العقل, المشحونة بالوجدان, المحصّنة بالفكر الواعي, المنمّقة باللّغة السَلِسةِ, الموشّاة بالصّدق, هي قوّة لها آثارها العظيمة. "لينا" آمَنَتْ بأنَّ الكلمة كالشَّمس أو أكرم من الشّمس. كلّنا نأخذ من الشَّمس حرارة. كلّنا نأخذ من الشَّمس طاقة. والشَّمس لا تتذمّر ولا تتأفّف ولا تَمَلُّ. إذا كان معي ورود, ووزّعتُها على أفراد فإنَّ الورود تَنْفُذ وَتَنْفَدُ, ويَبْقى أَثرها الطَّيِّب. وإذا وزّعنا مالاً على محتاجين فإنَّ المال ينفُذُ وَيَنْفَدُ, وتبقى آثاره الطّيِّبة. والكلمة الطَّيِّبة النّابعة من القلب, إذا أطلقناها تنفُذ وتَمضي وتَسري وتبلغ وتؤثّر تأثيرًا عميقًا, ولكنَّها لا تَنْفَد, بل تقوى عندما نطلقها, وتضعف وتندب حظَّها عندما نأسرها ونقمعها. "لينا" آمَنَتْ بالكلمة الطَّيِّبة تنطلقُ من النّافذة المحصّنة بالقِيَم إلى العالَم. "لينا" كلماتها قوّتها في صدقها ووجدانها ونظراتها التَّأمّليّة العميقة. "لينا", من نــافذتــكِ انطلقــتِ إلى عــالَــم الكتابة. نِــعْــمَ كاتبةً أنــتِ. اليوم "من نــافــذتي", وغدًا "فادي وفرح العطاء", وبعد غدٍ وإلى ما شاء الله, ننتظر منكِ تقديم الجنى بفرح, وبالله التّوفيق. السّبت في 5/11/2011